أطفال غزة خرجوا بمسيرة حاملين صور أقرانهم الشهداء |
مدونة الاحرار : صحيفة القدس - ما بين نخلة الصمود ونخلة الثبات في قطاع غزة المحاصرة تشكلت بينهما خيوط متشابكة حملت خلالهما صور حرب غزة الشاهدة على دماء الشهداء والحرب والدمار الذي خلفته آليات الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة فكانت كل صورة تروي رواية الألم والمعاناة ليس لعائلة غزية فحسب بل لكل قطاع غزة المحاصر ..حيث كانت الصورة الأولى تروي صواريخ الاحتلال التي أعلنت بداية الحرب، وتتابعت الصور لتروي حكاية دماء الأطفال الشهداء النازفة على ركام منازلهم المدمرة ، من بين هذه الصور تخرج مسيرة أطفال غزة بعد أن جالت في شوارعها المحاصرة لتجتمع على أرض ساحة الجندي المجهول لتعلن عن بداية انطلاق فعاليات جمعية مبرة الرحمة للأطفال في الذكرى الثانية لحرب غزة.
وانطلقت المسيرة ، حيث رفع الأطفال الأعلام الفلسطينية وبجوارها أحلامهم البريئة التي كتبت بخطوط دماء الشهداء الأطفال: " بدنا نعيش بأمان...لن ننسى شهدائنا ..لن نركع يا قتلة الأطفال"، وصور من سبقهم من الأطفال إلى الموت.
وكانت الطفلة أحلام "7سنوات" التي شاركت في الذكرى الثانية لحرب غزة، تحمل الكثير من اسمها بحلمها في العيش بأمان بعيداً عن صواريخ الاحتلال والدماء والدمار.
ورغم طفولتها الصغيرة إلا أنها كانت تسبق عمرها فجاءت لتشارك أطفال غزة في التعبير عن حقها الذي سلبه الحصار والاحتلال.
وكان عشرات الأطفال خرجوا امس في فعاليات إحياء ذكرى الحرب على غزة التي ارتقى خلالها أكثر من 1500 شهيد، أكثر من 5500 جريح شكل الأطفال نسبة كبيرة منهم.
رسالة الطفولة المحاصرة
وفي رسالة قدمها الطفل أحمد أبو واكد باسم أطفال غزة قال فيها : "يا أيها العالم ..يا دعاة الإنسانية ..تمر علينا اليوم الذكرى الثانية للعدوان على غزة والتي كانت تستهدف الأهالي في غزة واستشهد فيها الكثير من الأطفال المساكين الذين لم يفعلوا شيء للعدو الظالم سوى أنهم يعيشون بوطنهم الغالي فلسطين".
وتابع في نداء العالم قائلا : " أيها العالم، إسمعوا رسالتنا نحن الأطفال سنقول رسالتنا من وسط قطاع غزة المحاصرة ..في ذكرى العدوان والحرب الهمجية التي شنها الأعداء علينا نحن الأطفال بلا رحمة ولا رأفة".
واستكمل رسالة الطفولة: " جئنا اليوم لنقول كلمتنا لكم ونسمعها للعالم أجمع بأننا نؤكد على ثوابتنا وحقوقنا كباقي الأطفال في وطن آمن كريم سنبنيه بعزائمنا برغم العدوان، والقصف مهما فعل الأعداء وسنبنيه بعزائمنا وأيدينا ولن يمنعنا القصف والدمار والتهديد بحرب جديدة لن يمنعنا من اللعب واللهو".
وأضاف: "نقول للعالم بإننا نحلم كباقي الأطفال في العالم بوطن جميل خال من القصف والدمار والخوف..آيها العالم خرجنا من تحت الركام في العدوان على غزة ولعبنا وتعلمنا ...ونقول لكم باننا بنينا بيوتنا التي هدمت بعزائمنا الصغيرة الكبيرة..ورسالتنا لكم بأن كونو معنا في وجه العدوان الذي يستهدفنا ويستهدف كل شيء جميل في حياتنا..كونو معنا ولا تتركونا..".
دماء الأطفال
ومن سطور صفحة فعاليات مبرة الرحمة كانت الفقرة الفنية الصامتة التي حملت من خلالها مشاهد من حرب غزة والتي تمثلت في أطفال يلعبون ويدرسون وما هي إلا دقائق حتى تعالت أصوات صواريخ الاحتلال لتجعل من الأطفال جثثا تصمت عن الكلمات والحركات وليكون اللون الأحمر المتمثل بالدماء شاهدا على مجزرة الاحتلال بحق الطفولة في قطاع غزة.
بناء رغم الدمار
ويتبع دموع الفقرة الفنية العزم والبناء حينما قرر الأطفال أن تصمت دموعهم لتتحول إلى علم وعمل واجتهاد فأخذت الفقرة الفنية الثانية عنوان للبناء من خلال فقرة فنية حمل من خلالها الأطفال الحجارة لإعادة بناء بيوتهم رغم الدماء والدمار.
معرض شهداء الطفولة
ومن فقرات فعاليات مبرة الرحمة كان قص شريط المعرض الذي حمل بحروفه الطفولة والشهادة والشهداء فشكل المعرض صور لأطفال شهداء وشهاداتهم المدرسية وكذلك ملابسهم الصغيرة التي تشهد على طفولتهم التي لم يرحمها الاحتلال، حيث كانت تقف بجوار ملابس الطفل الشهيد محمود قديح والدته وهي تجعل من الصمت عنواناً لها خاصة أنها فقدت ثلاثة من أبنائها في العدوان إلا أن أناملها كانت تروي حكاية الألم التي تعتصر في قلبها، وهي تقلب دفتر محمود المدرسي لمادة اللغة العربية أي مادة الامتحان الأول الذي استقبل به طلاب غزة الحرب على غزة.
واحتوى المعرض ايضا على شهادات التفوق المدرسية ومن بينها شهادة الطفل الشهيد محمد أبو نحلة في الصف السادس الابتدائي الذي سطرت علامات الامتياز شهادته كما سطر دمه عطر الشهادة.
وكان المعرض يحتوي على العديد من ملابس الأطفال وصور الشهداء والشهادات الفخرية التي صدرت من مدارس ضمت بين جنباتها طلابها الشهداء.
ليست هناك تعليقات: