مدونة الاحرار : وكالات - شهد بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة فورة كبيرة منذ انتهاء مفاعيل كذبة قرار تجميد الاستيطان نهاية ايلول الماضي ، بحسب ارقام نشرها الاثنين المكتب المركزي للاحصاءات الاسرائيلية. ووفق هذه الارقام فإن ما لا يقل عن 427 بؤرة انطلق بناؤها في المستوطنات بين ايلول ونهاية كانون الاول ,2010 وخلال الاشهر التسعة التي سبقت كذبة التجميد ، بدأ العمل على بناء 114 بؤرة فقط.
وتتحدث حركة "السلام الان" الاسرائيلية المعارضة للاستيطان عن ارقام تتجاوز تلك التي عرضها المكتب المركزي للاحصاءات. وبحسب "السلام الان" ، فإن الاحصاءات الرسمية ترتكز الى تقارير اعدتها البلديات المحلية ولا تأخذ في الاعتبار الهجمة الكبيرة على بناء المستوطنات التي حصلت بموافقة السلطات الاسرائيلية. وتشير هذه المنظمة غير الحكومية التي استقت ارقامها من تحقيقات ميدانية وصور التقطتها من الجو ، الى اكثر من الف بؤرة بدأ العمل على بنائها في المستوطنات في الضفة الغربية منذ ايلول 2010 وحتى شباط ,2011
في السياق ، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الصادرة صباح أمس إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ، قدم خطة لبناء 50 ألف بؤرة استيطانية جديدة خلال الـ 18 شهرا المقبلة في اسرائيل والقدس والضفة الغربية ، موضحة أن الخطة من شأنها القضاء على مشكلة ارتفاع أسعار الشقق بإسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن قرار نتانياهو ، جاء خلال لقائه كتلة الليكود بالكنيست مساء الاثنين ، مؤكدا أن هذا المشروع يتيح الفرصة لأكثر من 10 آلاف أسرة إسرائيلية امتلاك شقق بأسعار مخفضة. وقال نتنياهو إن السبب الرئيسى فى ارتفاع أسعار العقارات خلال العامين الماضيين هو عدم استغلال وتسويق الأراضي التى تمتلكها الدولة ، على حد زعمه ، في إنشاء مشروعات سكنية طويلة الأمد.
في سياق آخر ، قال نتنياهو أمس ان الاضطرابات في العالم العربي تبرز الحاجة لابقاء قوات اسرائيلية على امتداد خط نهر الاردن وهو المرجح أن يكون خط الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية المستقبلية. وأكد نتنياهو للصحفيين خلال زيارة لوادي الاردن في الضفة الغربية المحتلة والمستوطنات الكبرى هناك ، على سياسة تنتهجها اسرائيل منذ زمن بعيد "حدودنا الامنية هنا على نهر الاردن". وأشار رئيس الوزراء اليميني الى الاضطرابات التي تجتاح الشرق الاوسط وما أحدثته من "زلزال سياسي وأمني" على حد تعبيره ، وقال ان اسرائيل تحتاج أكثر من أي وقت مضى أن تضمن بقاء "أسس أمنية قوية" في مكانها. وقال نتنياهو "لذلك في أي وضع مستقبلي وفي أي اتفاق مستقبلي يجب أن يبقى جيش الدفاع الاسرائيلي هنا وان ينشر على امتداد نهر الاردن. انها وثيقة تأمين لدولة اسرائيل". وقال نتنياهو ان "ارهابيين وصواريخ وقذائف" قد تدخل الضفة الغربية وتهدد اسرائيل اذا انتهك الخط الامني عند نهر الاردن. كما اعتقلت قوات الاحتلال 8 فلسطينيين ليل الاثنين الثلاثاء في الضفة.
في سياق آخر ، دعا أحد الناطقين بلسان اليمين الإسرائيلي المتطرف ، الحاخام شالوم دوف فولفا ، المستوطنين إلى إطلاق النار باتجاه الجنود الإسرائيليين في حال قام الجنود بإطلاق النار باتجاههم. وفي مقابلة مع إذاعة الجيش قال فولفا إنه يعتقد أن الأحداث الأخيرة سوف تؤدي إلى حرب أهلية. وبحسبه فإن الجيش الإسرائيلي "قرر محاربة المستوطنين وشعب إسرائيل في أرض إسرائيل.. وعندما يأتي الجنود يهودا كانوا أم عربا مثلما حصل في حفات غلعاد لهدم البيوت ويطلقون الرصاص المطاطي يجب الرد عليهم بإطلاق النار". ويعتبر الحاخام المذكور أحد المقربين من حركة "كاخ" ، ويترأس ما يسمى بـ"الهيئة العالمية لإنقاذ الشعب والأرض".
كما توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس قرب بلدة الفخاري شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقال مصدر فلسطيني ان قوات الاحتلال المعززة بالدبابات والجرافات توغلت مئات الامتار شرق الفخاري وقامت بعمليات تجريف وسط إطلاق نار كثيف.
سياسيا ، رفض الفلسطينيون أمس أي محاولة من جانب نتنياهو لاتخاذ خطوات مؤقتة نحو السلام الان بعد تجميد المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان نتنياهو يحاول التهرب من التزاماته ازاء عملية السلام من خلال الحديث عن اقتراحات جديدة. وأضاف أبو ردينة "اذا كان جادا فليوقف المستوطنات ويبدأ المفاوضات على الفور". وأوضح أبو ردينة أن أي محادثات تجري لا بد أن تركز على اقامة دولة فلسطينية على حدود عام ,1967 وأضاف "أي خطة أخرى هدفها.. اضاعة الوقت".
وقال مسؤول اسرائيلي ان نتنياهو يعكف على اعداد خطة لاجتياز مأزق دبلوماسي وان الخطة تعرض على الفلسطينيين "خطوات محدودة على الارض" في غياب مباحثات سلام مباشرة.
ليست هناك تعليقات: