مدونة الاحرار : رويترز - عاد الزعيم الليبي معمر القذافي لتأكيد إمساكه بزمام الامور في الدولة التي حكمها لاكثر من 40 عاما بينما تطبق قواته على المعارضين المسلحين.
وبعد الاطاحة برئيسي تونس ومصر في ثورتين شعبيتين جعلت المكاسب المبكرة والسريعة للمعارضة المسلحة الامر يبدو ان القذافي سيكون الحاكم العربي الثالث الذي ستتم الإطاحة به.
واتسم رد فعله الاولى للاحتجاجات بالتحدي لكنه نفي ما يحدث تحت عيون الجميع في شوارع ليبيا. وقال للصحفيين الغربيين انه لا توجد مظاهرات وان لا أحد ضده وان شعبه يحبه.
وأدى ميله الى الخيام البدوية وحراسه الشخصيين من النساء المدججات بالسلاح الى رسم صورة غريبة وغير متزنة له عبر السنين ولم تبدد اتهاماته للمعارضة بانهم عملاء للقاعدة يتعاطون المخدرات هذه النظرة.
ولكن سمة أخرى لوجوده الطويل في السلطة كانت استعداده لاستخدام القوة المميتة ضد شعبه. وهذا هو ما يحدث الان بينما يمضي القذافي قدما بهجماته المضادة بينما تبددت آمال المعارضة المسلحة بمساعدة عسكرية من الغرب.
ومع تقدم قواته صوب بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة شن القذافي هجوما لاذعا على الدول الغربية التي أيدت فرض حظر الطيران على ليبيا لكنها لم تظهر إشارة الى انها ستفرض مثل هذه المنطقة بالفعل.
وأبلغ القذافي حشدا من أنصاره في مجمع باب العزيزية الحصين في وسط طرابلس ليل الثلاثاء "فرنسا راحت ترفع في رأسها وتقول اضربوا ليبيا.
"احنا اللي نضربوك.. ضربناك في الجزائر.. ضربناك في فيتنام. احنا اللي ضربناك.. انت اللي تضربنا.. جرب تعال."
وقال لصحيفة ايطالية انه اذا وجهت دول غربية ضربة لليبيا فان ليبيا ستتحالف مع تنظيم القاعدة وتعلن الجهاد.
وقال القذافي ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اعترف رسميا بالمجلس الوطني الليبي المؤقت ودعا الى ضربات جوية ضد اهداف معينة يعاني من "خلل عقلي."
وجاء رد فعل القذافي المتزايد في التحدي للمعارضة المسلحة بينما تراجعت دول غربية عن اتخاذ إجراء ملموس لمساعدة المعارضين. ويبدو ان تعامله مع الازمة تأثر بخلفيته.
وقالت تارا اوكونور المديرة الادارية في افريكا ريسك كونسلتينج "القذافي رجل عسكري اولا... اتخذ مواقف ظاهرية حتي ظهر له عدوه. ومراوغة الغرب واستعداد القذافي لاستخدام القوة المفرطة سيؤمنان له قبضته على السلطة."
واضافت "ما سيلي هو موجة من القمع الوحشي لاخلاء ليبيا من جماعات المعارضة ولتثبيط اي تأييد شعبي لها."
وقالت "القذافي نسي ان دوره كزعيم هو خدمة وحماية شعبه بل حوله الى عدوه."
وقال نيجل انكستر المحلل بمعهد الدراسات الاستراتيجية في لندن ان القذافي تتزايد ثقته الان فيما يبدو.
واضاف قوله لرويترز "نعم القذافي له إطار مرجعية خاص به لكن حتى الان عمل هذا الاطار لصالحه وبعد بداية لا تتسم باليقين فانه يبدو في الاجل القصير ان (هذا الاطار) يعمل لصالحه مرة اخرى."
والمعارضون في بنغازي ليس لديهم اي اوهام بشأن ما يمكن ان يحدث بعد ان ينتصر القذافي في غياب المساعدة الغربية لهم.
وقالت جلل القلال عضو المجلس الوطني الليبي المؤقت مقابلة مع هيئة الاذعة البريطانية يوم الثلاثاء "سيقتل المدنيين وسيقتل الاحلام وسيدمرنا اكثر فاكثر وسيحمل كل شخص على ضميره انهم لم يتدخلوا."
وقدرة القذافي على دفع المعارضين المسلحين الي التقهقر في ميدان القتال تقوم على اساس تفوق القوة العسكرية التي يحشدها الان بعد التقدم الاولي للمعارضة.
واظهر القتال في الزاوية ان المعارضة يصعب هزيمتها اذا اقتصر الامر على القتال في الشوارع. لكن القذافي لديه الموارد فيما يبدو للحفاظ على الته العسكرية.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان لديه عشرات مليارات الدولارات المخبأة في طرابلس ستتيح له مواصلة القتال على الرغم من التجميد الدولي للاصول الليبية. واضافت ان بعضا من هذه الاموال نقلت في الاونة الاخيرة من البنوك الليبية الى مجمع القذافي العاصمة
ليست هناك تعليقات: