مدونة الاحرار : رويترز - لم تنل مدينة مصراتة الليبية التي تسيطر عليها المعارضة اي متنفس من الحصار المرير الذي ضرب حولها قبل شهرين فيما تواصل قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قصف المدينة والاشتباك مع المعارضة المسلحة رغم انسحابها من وسط مصراتة.
وقال معارضون ونازحون في منطقة نائية بعيدة عن اعين وسائل الاعلام العالمية ان قوات القذافي قصفت بلدات يقطنها البربر في الجبل الغربي بالمدفعية.
وقالت ايطاليا ان طائراتها ستنضم لطائرات بريطانية وفرنسية في قصف اهداف ليبية لاول مرة. وسوت قوات حلف شمال الاطلسي بالارض مبنى داخل مجمع باب العزيزية مقر القذافي يوم الاثنين فيما وصفه مسؤولون ليبيون بمحاولة فاشلة لاغتياله.
واذاع التلفزيون الليبي ان المعتدين "الصليبيين" قصفوا في ساعة متأخرة يوم الاثنين مواقع مدنية وعسكرية في بئر الغنم على بعد مئة كيلومتر جنوبي طرابلس ومنطقة عين زارة في العاصمة مما أسفر عن سقوط ضحايا ولكنه لم يذكر تفاصيل. وقال مراسل رويترز انه سمع دوي انفجارات في طرابلس.
وذكر تقرير التلفزيون ان سفنا اجنبية هاجمت وقطعت كابلات قبالة السواحل الليبية مما ادى لقطع الاتصالات في سرت وراس لانوف والبريقة.
ولكن لا يبدو ان الغارات الجوية التي يشنها الحلف منذ ما يزيد عن شهر نجحت في ترجيح كفة الميزان بشكل حاسم في صراع يوصف على نطاق واسع بانه دخل في حالة جمود.
وقال شهود عيان اتصلت بهم رويترز هاتفيا ان سكان مصراتة خرجوا من بيوتهم مع طلوع النهار على مشاهد الدمار بعدما انسحبت قوات القذافي من وسط المدينة تحت غطاء وابل من الصواريخ وقذائف الدبابات.
وقال سكان لرويترز ان حوالي 60 شخصا قتلوا في الاشتباكات في الايام الثلاثة الماضية.
ورغم أن احتفالات المعارضين بالانتصار يوم السبت كانت سابقة لاوانها الا ان من الواضح ان المعارضة كبدت القوات الحكومية خسائر فادحة في مصراتة.
وقال المعارض ابراهيم "جثث جنود القذافي في كل مكان في الشوارع وفي المباني. لا استطيع ان احصيها لكن بعضها في مكانه منذ ايام."
وقال متحدث باسم مقاتلي المعارضة يدعى عبد السلام في وقت متأخر يوم الاثنين ان قوات القذافي تحاول العودة لدخول طريق النقل الثقيل المؤدي الى مطار مصراتة. وقال عبر الهاتف ان المعارك متواصلة هناك وانه يمكن سماع دوي انفجارات مضيفا ان قوات القذافي المتمركزة على الاطراف الغربية لمصراتة قصفت المدينة من مواقعها.
وقال متحدث باسم المعارضة يدعى سامي ان الوضع الانساني يتدهور سريعا.
وابلغ رويترز بالهاتف "لا اجد كلمات تصف الوضع. المستشفى صغير للغاية ويغص بمصابين معظمهم في حالة خطرة."
وقال مسؤولون أمريكيون ان جماعات المساعدة الدولية تتناوب ارسال أطباء لمدينة مصراتة وتجلي العمال المهاجرين.
وقال مارك بارتوليني مدير المساعدات الاجنبية في حالة الكوارث في الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ان منظمات الاغاثة تهدف لتوفير مخزون من الاغذية في المنطقة تحسبا لاي انقطاع لخطوط الامداد.
ومن المناطق التي تحتاج لمساعدات غذائية بصفة خاصة البلدات المعزولة في الجبل الغربي والتي فر منها مئات الالاف الى تونس هربا من القتال.
وقال لاجيء اسمه عماد نقل أسرته من منطقة الجبل الغربي " مدينتنا تتعرض لقصف مستمر من جانب قوات القذافي. انهم يستخدمون مختلف الوسائل. الجميع يلوذون بالفرار."
وقال الحلف ان هجومه على مبنى في باب العزيزية استهدف مركزا للاتصالات يستخدم لتنسيق الهجمات على المدنيين. وقال متحدث ليبي ان القذافي لم يصب بسوء وعرض التلفزيون الليبي صورا له وهو يجتمع مع أشخاص في خيمة قال انها التقطت يوم الاثنين.
وقال سيف الاسلام ابن القذافي ان الحكومة الليبية لن ترضخ من جراء هذه الهجمات.
ونقلت عنه وكالة الجماهيرية الرسمية للانباء قوله ان القصف الذي استهدف مكاتب القذافي يوم الاثنين لا يخيف الا الاطفال وان من المستحيل أن يخيف هذا النظام الليبي او يدفعه للتسليم او رفع الراية البيضاء.
وقالت ايطاليا ان طائراتها ستنضم لطائرات بريطانية وفرنسية في تنفيذ ضربات جوية في ليبيا. ومن الناحية الجغرافية تعد ايطاليا اقرب دولة كبرى عضو في الحلف الى ليبيا وحتى يوم الاثنين اقتصر دور ايطاليا على السماح للحلف باستخدام قواعد عسكرية والمشاركة في عمليات استطلاع ومراقبة لمنطقة حظر الطيران.
وعلى الفور أحدث هذا القرار المفاجئ صدعا جديدا في الحكومة الائتلافية في ايطاليا.
ويوم الاثنين اجرى الاتحاد الافريقي محادثات منفصلة مع كل من وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي وممثلين للمعارضة الليبية في اديس ابابا لمناقشة خطة وقف اطلاق النار.
ورفضت المعارضة الليبية في وقت سابق هذا الشهر خطة للاتحاد الافريقي لوقف الحرب الاهلية في ليبيا لانها لم تتضمن رحيل القذافي وابنائه بينما تقول فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا انه لن يكون هناك حل سياسي الى ان يتخلي الزعيم الليبي عن السلطة.
(شارك في التغطية جاي ديزموند وماهر نزيه في طرابلس والكسندر جاديش في بنغازي وسامي عابودي في القاهرة
ليست هناك تعليقات: