مدونة الاحرار : ا ف ب: اكد العقيد معمر القذافي انه مستعد للمقاومة حتى النهاية في حين اعتبرت واشنطن انه يخسر سيطرته على البلاد مع استعداد الثوار لشن هجمات جديدة.
في موازاة ذلك، اشترط وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه امس الاربعاء ابتعاد القذافي عن الحياة السياسية اذا ما اراد البقاء في البلاد جاعلا من ذلك شرطا لوقف اطلاق النار ايضا.
وفي موسكو، سيستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الليبي عبد العاطي العبيدي في محاولة لايجاد تسوية، وذلك بعدما دعت روسيا الى تنحي القذافي مع رفضها الاعتراف بالثوار كسلطة.
وفيما كان الثوار بمساعدة الحلف الاطلسي يعززون مواقعهم في الغرب ويحاولون السيطرة تماما على مدينة البريقة النفطية في الشرق، اكد القذافي انه لن يستسلم.
وقال القذافي في خطاب بثته مكبرات الصوت على انصاره الذين تجمعوا في العزيزية على بعد 50 كلم من طرابلس 'ملايين الليبيين معي. نحن في ارضنا وسنقاتل حتى آخر قطرة من دمنا دفاعا عن شرفنا ونفطنا وثرواتنا'.
واضاف 'هذه الحرب فرضت علينا، وخيارنا الوحيد هو ان نقاتل، رجالا ونساء واطفالا، بسلاح او من دون سلاح لتحرير بنغازي ومصراتة' والجبال الواقعة جنوب غرب العاصمة، وكلها مناطق يسيطر عليها الثوار.
وقال القذافي 'سنزحف على هذه المدن التي استولى عليها الخونة ومرتزقة النيتو ونستعيدها. قنابل النيتو لا تخيفنا'. من جانبه، اعلن البيت الابيض الثلاثاء ان 'كل المؤشرات' تدل ان الزعيم الليبي على وشك فقدان سيطرته على بلده وانه يواجه ازمة امداد نظامه بالمحروقات والسيولة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني ان 'كل المؤشرات تدل على ان الوضع يتطور في غير صالح العقيد القذافي'. واضاف انه 'يسيطر على مساحة اقل من الاراضي والمعارضة تشن هجمات في عدة مناطق من البلاد'.
واوضح ان 'تمويل القذافي بالمحروقات والسيولة قد توقف'.
واوضحت مسؤولة اميركية ان لقاء عقد اخيرا جمع مسؤولين اميركيين كبارا وممثلين للنظام خارج ليبيا لحض القذافي على التنحي. واعتبر وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه ان 'العد العكسي بدأ' بالنسبة الى رحيل القذافي.
وعلى الارض، اعلن الثوار انهم يحاولون التقدم اكثر داخل موقع البريقة النفطي الاستراتيجي بعد مواجهات عنيفة خلال الايام الاخيرة حول المدينة، لكن النظام اكد انه صد هجومهم.
وقال عبد الرزاق العرادي العضو في المجلس الوطني الانتقالي الهيئة السياسية للثوار الليبيين بعد تفقده الجبهة ان 'قوات النخبة (في كتائب القذافي) انسحبت. لقد رحلت. الجنود الذين بقوا في المدينة محاصرون'.
وقال متحدث باسم المتمردين ان ما بين 150 و200 جندي من قوات القذافي لا يزالون في موقع البريقة النفطي.
من جانبه، رفض الكولونيل رولان لافوا المتحدث باسم قوة الحلف الاطلسي في ليبيا التعليق على الموضوع مؤكدا ان 'الوضع في البريقة يتبدل باستمرار'.
وفي الغرب، يجهد الثوار لتأمين المناطق التي سيطروا عليها تمهيدا لشن هجوم على طرابلس معقل النظام.
وقال الثوار ان كتائب القذافي لا تزال تقصف مواقعهم حول الزليتن (غرب) بهدف منعهم من التقدم نحو وسط المدينة. وفي الجنوب الغربي، يستعد الثوار للمعركة المقبلة وفق ما اكد قائد عسكري في القوالش مضيفا 'نأمل ان تحصل المعركة قبل شهر رمضان' من دون ان يستبعد وقوعها خلال رمضان.
وجنوب مدينة مصراتة التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس، قتل سبعة ثوار على الاقل واصيب 23 آخرون في معارك ليلا ضد قوات القذافي، وفق مصادر الثوار التي اكدت صد هؤلاء.
أما في اجدابيا (شرق) التي يسيطر عليها المعارضون فقال طبيب إن 18 مقاتلا لقوا حتفهم وأصيب ما يصل إلى 150 في اشتباكات جرت الثلاثاء مع قوات القذافي للسيطرة على مدينة البريقة النفطية الواقعة في شرق ليبيا.
وقال الطبيب سراحات عطا الله لرويترز من مستشفى بمدينة اجدابيا الواقعة في شرق ليبيا امس الاربعاء 'كان يوم أمس كارثة.'
وقال المعارضون إنهم حاصروا البريقة التي يجب أن يسيطروا عليها إذا ارادوا التقدم صوب العاصمة طرابلس لكن مقاتلين قالوا إنهم مازالوا يتعرضون للقصف من قوات القذافي.
وتبدلت السيطرة على البريقة التي تعد المدخل للجزء الاكبر من الشبكة النفطية في شرق ليبيا اكثر من مرة خلال خمسة أشهر من القتال بامتداد الساحل الليبي المطل على البحر المتوسط.
وقال مقاتلون إنهم طوقوا البلدة التي إن سيطروا عليها سيكون هذا تعزيزا قويا لحملتهم التي تهدف إلى الإطاحة بالقذافي. وقال مقاتلون إنهم متحصنون في مواقع إلى الجنوب والشرق من البريقة وإنهم يسيطرون على الجزء السكني بشرق البلدة.
وتنفي الحكومة الليبية ما تقوله المعارضة وتصر على أن جنودها موجودون في البريقة.
وقال أطباء في مستشفى اجدابيا التي تقع إلى الشرق من البريقة إنهم يتوقعون المزيد من القتال في وقت لاحق اليوم.
وقال ملازم في صفوف المعارضة ذكر أن اسمه إيهاب إن قوات المعارضة أصبحت على بعد ما بين خمسة وعشرة كيلومترات خارج البريقة وإن قوات القذافي ما زالت موجودة في المدينة.
وأضاف أن المنطقة مليئة بالألغام وأن قوات القذافي تملأ الخنادق بالبنزين والتي يمكن إضرام النار بها في حالة اقتراب قوات المعارضة.
مساعدات فرنسية
وفي باريس طلب عدد من القادة العسكريين للثوار من مدينة مصراتة امس الاربعاء خلال لقائهم مع الرئيس نيكولا ساركوزي في باريس الحصول على المزيد من المساعدات للتقدم باتجاه طرابلس وانتزاعها من ايدي معمر القذافي.
وقال الكاتب برنار-هنري ليفي في ختام المباحثات 'جاء قادة الثوار ليشرحوا للرئيس ان مفاتيح طرابلس هي في مصراتة نظرا لما يتحلى به مقاتلو مصراتة من انضباط وخبرة في القتال، كما يدعمهم الانتصار الذي حققوه اصلا' على قوات القذافي في منتصف ايار/مايو بعد حصار استمر شهرين.
وحضر ليفي المباحثات في مقر الرئاسة والتي شارك فيها الجنرال رمضان زرموح والعقيد احمد هاشم والعقيد ابراهيم بيت المال. وكان برفقتهم ممثل سياسي عن مصراتة عضو في المجلس الانتقالي الذي يمثل الثوار.
وشارك في اللقاء المستشار العسكري الرئيسي لساركوزي الجنرال بنوا بويا، المدير السابق للاستخبارات العسكرية.
وينشط الكاتب الفرنسي من اجل دعم قضية الثوار لدى السلطات الفرنسية ولقد زار ليبيا اربع مرات منذ بداية النزاع. وقال مصدر مقرب من وفد الثوار الليبيين ان الثوار طلبوا خلال المباحثات التي استغرقت وقتا طويلا قبل الظهر الحصول من فرنسا على مساعدة كتلك التي قدمتها لثوار جبل نفوسة، جنوب غرب طرابلس. واعترفت فرنسا نهاية حزيران/يونيو انها انزلت اسلحة للثوار للدفاع عن انفسهم امام قوات النظام الليبي.
ودعا برنار- هنري ليفي في تصريح للصحافيين خارج قصر الاليزيه الى 'تنسيق تكتيكي افضل مع الحلف الاطلسي'، والى اقناع دول عربية صديقة بمساعدة الثوار و'تسليمهم ما يحتاجونه في مواجهة الطوابير الطويلة التي لا تزال تحت امرة القذافي'.
ومن خلال استقبال قادة ثوار مصراتة تؤكد فرنسا مجددا التزامها العسكري الى جانب الثوار ضد معمر القذافي الذي تطالب برحيله مثلها مثل باقي الدول الغربية.
ليست هناك تعليقات: