حركة البعث القطر التونسي
فرع القصرين
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
وحدة حرية إشتراكية
بيان إلى مدينة الشهداء في الذكرى الأولى لثورة
الكرامة
يا جماهير شعبنا العربي في تونس، رفاقنا رفيقاتنا
يحتفل شعبنا هذه الأيام بالذكرى الأولى لثورة الكرامة والحرية التي
أطاحت بنظام بن علي الدكتاتوري المتعفن ، والذي لم يستطع رغم ما يتوفر عليه من قوات
بوليسية جرارة حرص على تعبئتها وتجهيزها قصد قمع تطلعات شعبنا في التحرر والإنعتاق
، أن يصمد لأكثر من أسابيع معدودة ، ظهر خلالها الدكتاتور مرعوبا خائفا ومرتبكا لكي
يهرب في ليلة ظلماء صحبة اللصوص هروب الجبناء ، بعدما كان يرهب الشعب بتسلطه
وعنجهيته. لم تستطع قواته الصمود في مواجهة الصدور العارية التي جابهت رصاص الجبناء
دون أن ترتعب ، فما كان النظام يتصور يوما أن نهايته ستكون بهذه
السرعة لأنه لم يقدر يوما شعبنا حق قدره ، فإنتصرت " إرادة الحياة "
على أشباح الموت بعد سنين عاشها الشعب في ظل القهر والهوان .فإذا
كانت الشرارة الأولى قد انطلقت من ولاية سيدي بوزيد عندما أقدم محمد البوعزيزي على
إضرام النار في نفسه إحتجاجا على الظلم والمهانة فإن استجابة الشعب جاءت سريعة ،
وانتقل لهيب الثورة الى تالة والقصرين التي نزل شبابها الى الشارع في مسيرات حاشدة
رافعة شعارات تشهّر بعصابات اللصوص وظلم النظام ، لكي تتحول سريعا إلى الهتاف بسقوط
الدكتاتور ، فردّت قواته بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزّل ليسقط الشهيد
تلو الشهيد فزادت الثورة إلتهابا بدل إخمادها فلم تخمد الثورة مثلما راهن أركان
النظام الجبان على إخمادها في المهد مثلما فعل مع انتفاضة أبناء الحوض
المنجمي
.
يا أبناء شعبنا الأحرار، أيها الشباب ، لقد كان لصمود شباب جهة القصرين
بالغ الأثر في دوام جذوة النار التي ألهبت الثورة في باقي ربوع وطننا العزيز لتزعزع
أركان النظام وتطيح به ، ولكن لنتساءل اليوم بعد سنة من الثورة :
ماهي العبرة التي استقيناها ؟ وما هي انتظارات الشعب عامة وشباب الثورة بصفة خاصة
؟
لقد ثار الشعب على استبداد النظام وظلمه ، بعد طول انتظار لوعود دولة
الاستقلال التي لم تأت ، وكذلك على اختياراته الفاشلة التي عمّقت التباينات
الاجتماعية والاقتصادية والجهوية وأدت إلى تهميش الجهة وسكانها وخلقت جيشا من
المعطلين بين صفوف الشباب وخاصة من أصحاب الشهائد العليا واحتضنت طبقة طفيلية فاسدة
تلاعبت بمقدرات البلاد في ظل حماية الدولة والقانون . وإذا كانت الثورة قد كفلت حق
التنظم فإنها وباعتقادنا لم تكمل مهامها طالما لم تمس بأسس النظام القديم وبقاعدته
الاقتصادية والاجتماعية ،وذلك بإرساء أسس تنمية متكافئة بين الجهات وتكريس العدالة
الاجتماعية التي تُعتبر من أهم المطالب التي رًفعت أثناء ثورة الرابع عشر من جانفي
. وما لم يقع تطهير الإدارة ولا ضمان استقلالية القضاء
و حرية الإعلام الذي تحول إلى خدمة أطراف معينة ويخضع لرقابتها . ويترقب عموم الشعب
بقطاعاته المختلفة وبعد عام من الثورة إرساء دستور يبني أسس نظام ديمقراطي من خلال
مؤسسات تكرس الفصل بين السلط و تقطع نهائيّا مع الاستبداد ولاتسمح بعودة
الدكتاتورية بأشكال جديدة ، وضمان الصحة والتعليم والتغطية الاجتماعيّة لعامة أفراد
الشعب . أما إنتظارات الشباب التي طالت فتتمثل في معالجة مشكلة
البطالة ، وتوفير فرص العمل خاصةً لأصحاب الشهادات العليا بإعتماد الشفافية وتكافؤ
الفرص دون تمييز في اللون والإنتماء. ولازالت عائلات الشهداء تترقب محاكمة قتلة
أبنائها ورموز الفساد والاستبداد في محاكمات تكفل جميع الضمانات للمتهمين وتنصف من
ضحوا بأرواحهم
.
يا جماهير شعبنا العربي في تونس ، أيها الرفاق ، ونحن نحيي ذكرى ثورتنا
المظفرة ، تحضرنا نضالات شعبنا العربي في فلسطين الذي لازال يكافح ضد عدو متغطرس
يلقى كل الدعم والتأييد من الإمبريالية الأمريكية عدوة الشعوب والتي نجحت المقاومة
الباسلة في العراق الجريح في إفشال مشاريعها وفرضت عليها انسحابا مهينا ما كانت
لتتمناه
.
عاشت الثورة ، عاش الشعب ، عاشت الأمة
المجد والخلود لشهداء الثورة الأكرم منا جميعا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حركة البعث / فرع القصرين
8/01/2012
ليست هناك تعليقات: