مدونة الاحرار : نابلس – جنين – أريحا – القدس المحتلة ـ «القدس العربي»: وسط إضراب شامل عمّ مدن الضفة الغربية، شيعت جماهير غفيرة جثامين ثمانية شهداء في جنين ونابلس والقدس وأريحا، ستة منهم ارتقوا خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين مساء أول من أمس. وقمعت أجهزة الأمن الفلسطينية في نابلس، جنازة تشييع الشهيد عبد الفتاح خروشة، منفذ عملية حوارة، التي أدت إلى مقتل مستوطنين في البلدة جنوب المدينة قبل نحو أسبوع، فيما أصيبت مجموعة من المشاركين.
وأظهرت مقاطع فيديو إطلاق قنابل الغاز وقنابل الصوت على المشيعين، واعترض عناصر الأمن الوطني، طريق المشيّعين الذين كانوا متجهين إلى دوار الشهداء، وسط المدينة، حيث حاولوا إجبار المشيعين على وضع جثمان الشهيد في سيارة إسعاف لنقله إلى مخيم عسكر شرق المدينة.
واعتبرت حركة “حماس”، التي ينتمي الشهيد إليها، قيام الأجهزة الأمنية بقمع المسيرة “سقوطا أخلاقيا جديدا”.
كذلك أدانت كل من حركة “الجهاد الإسلامي”، و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” و”المبادرة الفلسطينية”، وحراكات فلسطينية وشخصيات فتحاوية، القمع ونددت به.
في المقابل، أصدر المفوض السياسي العام، الناطق الرسمي للمؤسسة الأمنية اللواء طلال دويكات، ومحافظة نابلس، بيانا جاء فيه: “أنه تم الاتفاق مع عائلة الشهيد وفعاليات مخيم عسكر على خط سير الجنازة، وفوجئنا خلال مسيرة الجنازة من مستشفى رفيديا حيث كان الجثمان في مركبة الإسعاف، بقيام مجموعة لا علاقة لها بعائلة الشهيد بخطف الجثمان وإنزاله على الأرض”.
وتابع: “حصلت مشادة أثناء قيامهم بالهتاف ضد السلطة الوطنية والأجهزة الأمنية، بدلا من شتم الاحتلال مرتكب الجرائم بحق شعبنا، ما أدى إلى تدخل قوى الأمن الفلسطيني لإعادة الجثمان إلى مركبة الإسعاف واستكمال التشييع”.
وشنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات واسعة بحق نشطاء شاركوا بتشيع الجثمان، وفق مصادر محلية في مدينة نابلس، فيما نقلت مصادر أخرى في مدينة بيت لحم قيام الأجهزة الأمنية بإطلاق قنابل الغاز والصوت صوب شبان خرجوا من مخيم الدهيشة منددين بما تعرض له جثمان الشهيد.
وفي جنين، شيّعت الجماهير جثامين الشهداء الخمسة، وهم: محمد وائل غزاوي (26 عاماً)، طارق زياد مصطفى ناطور (27 عاماً)، زياد امين الزرعيني (29 عاماً)، معتصم ناصر صباغ (22 عاماً)، ومحمد سليم خلوف (22 عاماً).
كما شيعت الجماهير الفلسطينية في مدينتي القدس وأريحا مساء أمس الأربعاء، الشهيدين محمد علي أبو كافية، من بلدة بيت إجزا، ومحمود جمال حمدان من مخيم عقبة جبر، بعد تسليم جثمانيهما اللذين احتجزا في ثلاجات الاحتلال.
ميدانياً، قالت “حماس” إن “المقاومة تصدّت للآليات (الإسرائيلية) المتوغلة شرق مدينة خانيونس وأجبرتها على الانسحاب”. وأضافت: “نشيد بتصدي أبطال المقاومة في غزة للآليات المتوغلة شرق خانيونس وإجبارها على الانسحاب، فالمقاومة تقف بالمرصاد لتحركات العدو”.
وفجر الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة تجاه الأراضي الإسرائيلية.
إلى ذلك، اتّهمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بممارسة الكذب والتحريض المتعمّد على طواقمها بزعمه استخدام مجموعات مسلّحة في جنين، لإحدى مركبات الإسعاف الخاصّة بها.

ليست هناك تعليقات: