الإحتلال الإسرائيلي:
سبب دائم وهو الاحتلال الاسرائيلي ذاته الذي دام أكثر من عشرين عاماً من الاضطهاد والظلم والممارسات اللاإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، فالاحتلال المستمر يولد ضغطاً نفسياً يزداد شيئاً فشيئاً أدى الى اندلاع انتفاضة الشعب الفلسطيني.
الحصار السياسي والعسكري:
الحصار السياسي والعسكري الذي أحاط بمنظمة التحرير الفلسطينية في الخارج والحصار الشامل الذي يحيط بالفلسطينيين في الداخل منذ عشرين سنة، كان لابد للفلسطينيين من أن يتفجر النضال باسلوب جديد وعلى قاعدة جديدة، وهكذا انتقل من إمكانية التحرير من الخارج الى الأمل بحتمية التحرير من الداخل لأنه بات واضحاً صعوبة المرحلة في تطبيق الكفاح المسلح لأكثر من سبب يكفي منها فقدان المرتكز لحدود مجاورة مما ولد الاحساس لدى الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بأن الدور هو دورهم باعتبارهم الأكثر أهلية وقدرة على التحرك.
الممارسات العدوانية الإسرائيلية:
وفي المرحلة نفسها تابعت اسرائيل ممارساتها العدوانية المعتادة ضد الجنوب اللبناني فكثفت غاراتها الجوية وقصفها المدفعي ضد القرى والمخيمات، إضافة الى سياسة القبضة الحديدية الاستفزازية التي مارسها الجيش الاسرائيلي داخل الاراضي المحتلة.
إنحسار الإهتمام العربي بمركزية وقضية فلسطين:
وعلى الصعيد العربي جسد مؤتمر القمة العربية المنعقد في الاردن نوفمر 1987 انحساراً بارزاً لأهمية القضية الفلسطينية، وبات الحديث عن مركزيتها لا يتجاوز اللفظ دون أي تخطيط.
إهتمام السياسة الدولية بقضايا أخرى:
على الصعيد الدولي سيطر الجمود الذي كان يحول دون كسر جليده التصلب الامريكي المعهود والأولوية السوفيتية لقضايا حرب النجوم ونزع السلاح النووي والتحدي الاسرائيلي الدائم لفكرة المؤتمر الدولي طريقاً للسلام.
الإشتباكات الفدائية الفردية:
شهد العام الذي سبق الانتفاضة سلسلة من الانتفاضات الصغيرة والاشتباكات داخل الاراضي المحتلة جعلتها بركاناً على شفير الانفجار إضافة إلى العملية العسكرية الشراعية التي نفذها احد افراد جماعة احمد جبريل في قاعدة للجيش الاسرائيلي في الجليل بنجاح كبير.
العامل الديموغرافي:
العامل الديموغرافي كان له دور رئيسي في بعث الانتفاضة، فالفلسطينيون حقيقة لن يعودوا تلك الاقلية التي يستطيع الاحتلال حصرها في القمقم، والاهم هو انتماء اكثر من نصفهم الى الجيل الجديد الذي ولد وعاش في ظل الاحتلال وقيوده، بينما حملته تطلعاته الى اجواء الثورة التي لا تحجبها قيود.
سوء الأوضاع في فلسطين:
سوء أوضاع فلسطين المحتلة منذ عام 1967، التي كانت تسير من سيء الى اسوأ لما تميز به الاحتلال الاسرائيلي على غيره من الاحتلالات الاخرى باداعاءات مسعورة كاذبة من أنه صاحب الأرض والتاريخ والمستقبل، وتميز بسيطرة تعسفية على كل الأصعدة من خلال قانون الطوارئ الى المخططات الاستيطانية، ومحاولات التهويد، ونسف البيوت واعتقال الآلاف من المواطنين وفرض العقوبات الجماعية والسيطرة على مرافق الحياة، ومصادرة الارض، ونهب الموارد المائية والحرب الاقتصادية واقفال المؤسسات العلمية والنقابية والمهنية واعتماد البيروقراطية البطيئة بهدف الاذلال، وصولاً الى ما هو اهم واكثر مصيرية، وهو حرمان الشعب الفلسطيني من هويته الوطنية.