مظاهرات في العراق |
مدونة الاحرار : بغداد - افادت مصادر اخبارية بسقوط قتلى وجرحى في تظاهرات تطالب بالاصلاح في العراق ، على غرار موجة الاحتجاجات الشعبية في البلدان العربية.
وتفيد المعلومات الاولية بسقوط قتيل وعشرات الجرحى في مظاهرات بمحافظة الانبار غرب بغداد ، كما اعلن عن مقتل متظاهرين اثنين وإصابة 20 برصاص حراس المجلس المحلي في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك شمال العراق ، كما احرق المتظاهرون مقر المجلس المحلي في المدينة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه توافد المتظاهرين على ساحة التحرير وسط بغداد على خفلية الدعوة لانطلاق تظاهرات في عدة مدن في العراق " اطلق عليها منظموها اسم "يوم الغضب"، للمطالبة بتحسين الخدمات العامة ومحاربة الفساد ومعالجة ازمة البطالة .
وقد تجمع اكثر من 600 متظاهر في الساحة بحلول فجر الجمعة وهم يهتفون "لا للبطالة" و"لا للمالكي الكذاب".
ومن المتوقع ان يزداد عدد المشاركين في التظاهرات بعد الانتهاء من صلاة الجمعة ، كما عمت البصرة جنوبا وكركوك ونينوى شمالا اليوم تظاهرات تطالب بالتغيير .
وقال شهود العيان ان المنطقة الخضراء القريبة من ساحة التحريراحيطت بتدابير امنية مشددة من بينها منع سيرالأشخاص في محيطها وغلق جسري الجمهورية والسنك المؤديين اليها، بينما اخذ رجال أمن اماكنهم عند مداخلها.
وتضم المنطقة الخضراء مكاتب الحكومة والبرلمان وسفارات عدد من الدول الغربية بينها السفارتان البريطانية والامريكية.
واصدرت قيادة عمليات بغداد بيانا في وقت متأخر من يوم الخميس قالت فيه إنه سيحظر على السيارات والدراجات النارية السير في طرقات العاصمة اعتبارا من منتصف الليل وحتى اشعار آخر.
ويحتل العراق الموقع الرابع في قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم حسب منظمة الشفافية الدولية، ويعاني من فقدان الخدمات العامة كالكهرباء والماء منذ الغزو الامريكي قبل ثماني سنوات.
وفي البصرة جنوب العراق ، قدم محافظ المدنية استقالته على خلفية المظاهرات المطالبة بالاصلاح .
وكانت قوات الجيش في البصرة نفذت امس حملة كبيرة تقضي بإغلاق معظم الطرق الفرعية المؤدية إلى مقري مجلس المحافظة وديوان المحافظة وسط المدينة باستخدام عشرات الحواجز الكونكريتية.
وافاد ضابط في فرقة المشاة الرابعة عشرفي الجيش العراقي بأن الحواجز تهدف إلى السيطرة على الوضع الأمني وتوفير الحماية للمتظاهرين وسترفع ويعاد فتح الطرق المغلقة بعد انتهاء التظاهرة، موضحا أن الطرق المؤدية إلى موقع المظاهرة لم تغلق جميعها وإنما تم تخصيص منافذ مسيطر عليها أمنياً لمرور المتظاهرين بعد إخضاعهم للتفتيش لضمان سلامتهم، بحسب قوله.
واضاف المصدر ان الإجراءات الأمنية الاحترازية تضمنت قيام سرية حماية مقر مجلس محافظة في ساعة متقدمة من مساء اليوم بإحاطة السياج الخارجي للمقر بالأسلاك الشائكة لإحباط أية محاولة تهدف إلى اقتحام المجلس عن طريق تسلق سياجه.
كانت محافظة البصرة، قد شهدت خلال الشهر الحالي سبع تظاهرات احتجاجية شارك فيها المئات من المواطنين الذين رفعوا لافتات ورددوا هتافات طالبوا فيها بالقضاء على الفساد الإداري ومعاقبة المسؤولين المقصرين وتحسين الخدمات وتوفير الحصة التموينية وفرص العمل وإقالة المحافظ، وغالبية تلك التظاهرات جرت أمام مقر الحكومة المحلية من دون أن تنحرف عن مسارها السلمي.
عدم المشاركة
وقد انتشرت الدعوة للتظاهر يوم الجمعة الخامس والعشرين من شباط/فبراير من خلال صفحات لناشطين على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ، الا ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ناشد الشعب عدم المشاركة في التظاهرات، معتبرا انها "مريبة وفيها احياء لصوت" الذين دمروا البلاد.
وقال المالكي في كلمة موجهة الى العراقيين قبل يوم من التظاهرة: "ادعوكم من موقع الحرص الى ضرورة اجهاض مخططات اعداء الحرية والديمقراطية الى عدم المشاركة بمظاهرة الغد (25 شباط) لانها مريبة وفيها احياء لصوت الذين دمروا العراق، واسقطوا سيادته، ودمروا مؤسساته، واشاعو القتل والفساد، وهذا لايعني حرمانكم مرة اخرى من حق المظاهرات المعبرة عن المطالب الحقة والمشروعة، ويمكنكم اخراج هذه المظاهرات في اي مكان او زمان تريدون خارج مكان وزمان مظاهرة يقف خلفها الصداميون والارهابيون والقاعدة. واحذركم من مخططاتهم التي تستهدف حرف المسيرات والمظاهرات لتتحول الى مظاهرات قتل وشغب وتخريب وتفجيرات واحزمة ناسفة واشعال فتنة يصعب السيطرة عليها".
وقال المالكي ان "الذين يفكرون بعودة البعث السابق والايام السود من تاريخ العراق وكذلك الارهابيين والقاعدة وغيرهم ممن لايريدون لبلدنا الخير ستجدونهم ربما اعلى صوتا منكم واكثر حماسا للمطالبة بكل ما من شانه اشاعة الفوضى والاخلال بالنظام العام وتعريض مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة للخطر في محاولة للانقضاض على كل ما حققتموه من مكتسبات في حياة ديمقراطية وانتخابات حرة وتبادل سلمي للسلطة واطلاق للحريات".
على صعيد آخر، دعت قوى سياسية عراقية مساء الخميس المواطنين الى عدم المشاركة في مظاهرات يوم الجمعة خشية استغلالها من قبل من اسمتهم بـ"المتربصين بامن العراق".
جاء في بيان صدر بالنجف بحضور ممثلين عن حزب الدعوة، وكتلة الاحرار، وحزب الدعوة تنظيم العراق، وكتلة الوفاء للنجف، والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي، وحزب المؤتمر الوطني العراقي ان هذه الدعوة "جاءت نتيجة التفاعل مع دعوة المرجعية والسيد مقتدى الصدر في عدم المشاركة في تظاهرات يوم غد الجمعة",
وكان بيان صدر الاربعاء عن مكتب المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني قد اشار الى "خشيته من دخول مندسين في تلك التظاهرات وان تستغل من قبل ما اسماهم بذوي الاجندات الخاصة وان تؤدي الى ازهاق الارواح".
من جانبها، حذرت وزارة الداخلية العراقية مما وصفتها "بمجموعات بملابس الجيش والشرطة تحاول الاندساس بين المتظاهرين الذين سينزلون الى الشوارع يوم الجمعة."
ودعت الوزارة في بيان اصدرته الخميس الى "أخذ الحيطة والحذر من هذه المجموعات ومحاولتها احداث اعمال عنف وشغب للايهام بأن القوات النظامية تعتدي على المتظاهرين".
هروب النواب
في غضون ذلك ، افاد موقع "صوت العراق" الالكتروني اليوم بان مطار بغداد الدولي والمنافذ الحدودية شهدت الخميس نزوح عدد كبير من النواب والسياسين في حكومة المالكي الى خارج البلاد، وأشار نقلا عن مصادر خاصة الى ان المالكي قد اعطى الضوء الاخضر لاعضاء حزبه المتورطين بالفساد المالي والاداري وسرقة المال العام للرحيل.
وأكد هذه المصادر ان موظفي المنافذ الحدودية ومطار بغداد تمكنوا من القاء القبض على المسؤولين وهم يهربون اموالا طائلة، بحسب الموقع، وتوقعت هروب عدد كبير منهم خلال الايام الماضية خشية انتقام الشعب منهم.
من جانبه، ذكر مصدر في إدارة الجمارك انه تم إرجاع مبلغ مليون و200 ألف دولار حاول السياسيون الفاسدون إخراجها معهم.
ليست هناك تعليقات: