مدونة الاحرار : اليوم السابع - نشرت صحيفة النهار الجزائرية اليوم، مضمون وثيقة سرية لجهاز المخابرات الخارجية فى بريطانيا المعروف باسم ''MI5''، مؤرخة عام 1995 تكشف ضلوع الحكومة البريطانية فى مخطط لفرض خارطة جديدة فى منطقة المغرب العربى، من خلال تقسيم ليبيا إلى عدة دويلات متحدة تحت إطار حكم فيدرالى.
وتكشف الوثيقة، أن مكتب رئيس الوزراء البريطانى فى منتصف التسعينيات كان على علم كامل بالمخطط الذى أشرفت عليه المخابرات البريطانية وتكفل بتنفيذه 5 ضباط فى الجيش الليبى، يحملون رتبة عقيد، تقول الوثيقة المكونة من أربع صفحات كاملة، والتى حملت تاريخ ديسمبر من عام 1995 تحت عنوان ''مخطط الإطاحة بالقذافى فى بداية 1996 فى مرحلة متقدمة''، أن 5 ضباط برتبة عقيد من وحدات مختلفة فى الجيش الليبي، يعتزمون شن انقلاب عسكرى على القذافى، مضيفة أن الانقلاب مخطط له أن يكون بالتزامن مع عقد المؤتمر الشعبى العام فى ليبيا فى بداية عام 97 وتحديدا فى شهر فيفري.
ويوضح التقرير السرى فى صفحته الثانية أن خطة الانقلاب على القذافى تتمثل فى شن هجمات على عدد من المنشآت العسكرية والأمنية فى ليبيا، مثل القاعدة العسكرية فى مدينة ترهونة، بالإضافة إلى القيام بتدبير ''اضطرابات مدنية'' متزامنة فى عدد من المدن، منها بنغازى، مصراتة وطرابلس.
كما تحدثت الوثيقة، نقلا عن مصدر وهو ضابط فى الجيش الليبى قالت عنه الوثيقة السرية أنه مصدر معلومات جديد مقرب من العقداء الخمسة، أن الانقلاب يهدف إلى شن هجوم مباشر على القذافى، بهدف اعتقاله أو قتله.
وفى هذا الإطار، قال التقرير السرى للمخابرات البريطانية، إن مدبرى الانقلاب تمكنوا من حشد اكثر من 1200 شخصا معظمهم من الجيش والشرطة، موزعين على مناطق مختلفة فى ليبيا، وبقيتهم من رجال الأعمال والأطباء والطلبة، إلى جانب عدد من العاملين فى التليفزيون والإذاعة الليبية، مضيفة أن فرقة مكونة من 20 عسكريا كانت تتدرب فى ذلك الوقت فى منطقة ''الكفرة'' بقيادة ضابط، على تكتيكات وخطط الهجوم على موكب القذافى، قبل أن تكشف الوثيقة عن أن الخطة كانت تقتضى بأن يتم الهجوم على موكب القذافى بعد إلقائه خطابه فى المؤتمر الشعبى العام، فى طريق عودته إلى مدينة سرت، وكشفت الوثيقة المزيد من التفاصيل الدقيقة عن خطة الانقلاب ومحاولة اغتيال القذافى، حيث قالت إن مدبرى الانقلاب يعتزمون اختراق موكب القذافى من خلال ركوب سيارات مشابهة لتلك الموجودة فى موكبه بلوحات ترقيم مزورة، ومن ثم التمكن من اختراق التعزيزات والحراسة الأمنية المفروضة عليه خلال تنقله، قبل أن تتم مهاجمته، من طرف مجموعة الجنود العشرين المدربين على ذلك.
ولفت التقرير السرى إلى أنه لا علاقة بين مدبرى الانقلاب والإسلاميين المعارضين لنظام القذافى، مضيفة أن الانقلابيين يعتزمون بعد الإطاحة بالقذافى تشكيل حكومة انتقالية ثم إجراء حوار مع قادة وزعماء القبائل، لإقناعهم بتشكيل نظام فيدرالى مكون من عدة دول لكل منها برلمان وحكومة.
وجاء فى الوثيقة، التى تبين منها أن نسخا منها أرسلت لمكتب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع ومصالح وشعب الاستخبارات فى بريطانيا، أن الانقلابيين الذين قالوا أنهم يسعون إلى إجراء تقارب مع الدول الغربية، قاموا بتوزيع كميات كبيرة من الأسلحة على الموالين لهم، حيث رصد التقرير أن 250 مسدسا من طراز ''ويبلاى'' البريطانى الصنع، إلى جانب 500 رشاش ثقيل جرى توزيعها على العناصر المشتركة فى الانقلاب.
ليست هناك تعليقات: